26 - 06 - 2024

مؤشرات | أفعال الصهيونية خسة ونذالة

مؤشرات | أفعال الصهيونية خسة ونذالة

مازال الإعلام الصهيوني يراهن على فكرة شق الصف الفلسطيني، ويتوهم أن الفلسطينيين سيقابلون قتلة الأطفال والنساء والعجزة من كبار السن بالورود والترحيب والتقبيل، وهم لا يدركون أن حرب الإبادة على غزة خلقت جيلا أكثر كرهًا للصهيونية والمتصهينين معها.

العدوان على غزة أسفر عن حالة توافق شعبي قبل الرسمي على المستوى العربي والإسلامي، والعالمي ولو نسبيًا، ولم يفرق ين دين وآخر، فقد كشف الوجه القبيح لإسرائيل، وأطماعها، ويمكن أن القول أن وحدة الموقف كانت أبرز سمات رد الفعل على حرب الإبادة على غزة، ولا حديث في أي مجلس إلا عن غزة وشهداء فلسطين في كل مكان، وكيفية الانتقام من قتلة الأطفال الخدج والرضع.

في اتصال مع صديق فلسطيني، لخص المأساة في كلمات بسيطة "لن أخسر أكثر مما خسرته، فقد تم دمر القصف الإسرائيلي بيتي الذي شيدته من شقاء وغربة 30 عاما، وأصيبت زوجتي وإبنتى بعاهات مستديمة من شظايا القنابل، واستشهد أخي الأصغر، فهل سأخسر أكثر من هذا؟".

وقال "لقد ضاع كل شئ، حتى مزرعتي الصغيرة أصبحت ركامًا، وتحتاج لسنوات لإعادة خصوبتها، التي ضاعت بفعل مخلفات الحرب، والتدمير المتعمد من قوات الإحتلال، ضمن سياسات زراعة اليأس في نفوس الفلسطينيين، ورغم ذلك لن نتخلي عن أرضنا، ولن تؤثر دعايتهم المغرضة فينا، ولن تفلح معنا خسة ونذالة الصهاينة".

بإختصار ما قاله صديقي الذي أكلته الغربة عن وطنه المغتصب والمهجر مرتين، يلخص رسالة كل فلسطيني، في مواجهة عنصرية إسرائيل الصهيونية، أن الحياة تحت سماء فلسطين هي ما تبقى للدفاع عنه، ولن تفلح محاولاتها اقتلاع أي فلسطيني منها.

المؤكد، كما وصفت جامعة الدول العربية في مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية، أن الاحتلال (الصهيوني) باطل قانوناً ومتورط في جرائم ضد الإنسانية، وما تقوم إسرائيل جريمة في حق الإنسانية، ولن تجدي معها أي تبريرات وحجج تقدمها دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لاستدامة الاحتلال واستمراره، والحديث عن الشواغل الأمنية، تخص الفلسطينيين، وليس أي أحد آخر، وهو عكس ما تدعيه  واشنطن وغيرها.

ولا نختلف مع ما قالته جامعة الدول العربية بأن إسرائيل تأسست على نظام يقوم على الهيمنة العرقية ونظام الفصل العنصري لسلب كامل حقوق الفلسطينيين، حتى المقيمين في القدس الشرقية، فهذا كيان كرس نظاماً قائما على ديمومة الاحتلال على كل الأرض الفلسطينية، ولا يتمتع فيه أي فلسطيني بمزايا المواطنة، بينما تتوفر لليهود فقط.

وعلينا نقرأ ما بين السطور التي جاءت على لسان الدكتور هيثم أبو سعيد مبعوث المجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى الأمم المتحدة، قبل أيام، مؤكد أن الوضع الإنساني في قطاع غزة مذري، ولا يليق بأبسط حقوق الإنسان، في وقت ترتكب فيه إسرائيل جريمة كبرى بحق الشعب الفلسطيني، مما يتطلب إصدار أحكام عاجلة من محكمة العدل الدولية، ولكن متى؟، لمواجهة (خسة ونذالة المحتل الصهيوني).

ولا وصف أدل على الجرائم الصهيونية، إلا ما قاله الأزهر الشريف وآخرها جريمة "دوار النابلسي" قرب شارع الرشيد بغزة، "إنها وصمة عار على جبين الإنسانية الصامتة تجاه ما يحدث في غزة، وجبن ونذالة غير مسبوقة في تاريخ التعامل مع النازحين".

فهل هناك خسة ونذالة أكثر من قتل النازحين أثناء انتظارهم لقوافل المساعدات الإنسانية، لتختلط دماؤهم البريئة بالطعام والشراب، في مشهد يؤكد عجز المجتمع الدولي وضعفه أمام تجرد جيش الكيان المحتل من كل معاني الرحمة والإنسانية، وتشبعهم بالوحشية، وتلذذهم بحصد أرواح الفلسطينيين الأبرياء وشرب الدماء.

وسيسود يومًا بعد يوم السجل الأسود للصهيونية، بعد مجزرة جديدة راح ضحيتها 109 شهداء و 760 مصابا، ليتجاوز عدد الشهداء حتى كتابة هذه السطور الـ35 شهيدا بعد الثلاثين ألفا،  و70457 مصابا، والألاف تحت الأنقاض.

ويبقى السؤال المهم الذي ردده الأزهر وردده كل المدافعين عن الإنسانية، .. متى يفيق العالم من غيبوبته غير المسبوقة في تاريخ الإنسانية؟، وأن يهب لوقف هذا الحصار غير الإنساني، وأن يجبر هذا الكيان المغتصب على التراجع، ووقف مذابحه بحق الأبرياء، وأن يسارع المسؤولون بتسيير قوافل الإغاثة إلى غزة بشكل عاجل وبكافة الوسائل الممكنة والمتاحة، مع حل عاجل وجذري لهذا العدوان الصهيوني الذي استهدف كل أشكال الحياة في قطاع غزة.

متى إذن نشهدا تحركًا فاعلا على الأرض؟.
--------------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | 19 كلمة لوزير خارجية إيران تثير القلق





اعلان